في اليوم العالمي للمهاجرين/ تونس: وقفة تضامنية مع المهاجرين/ات والمرحلين/ات والموقوفين/ات وعائلاتهم

أحيت تونس، الأربعاء 18 ديسمبر 2024، اليوم العالمي للمهاجرين، حيث تواصل أنظمة الموت المفروضة على كل حدود العالم التنكّر لحق التنقل، عامًا بعد عام نشهد مآسي مستمرة على الحدود البرية والبحرية وفي أماكن الاحتجاز وقمعا لا ينتهي لثني المهاجرين عن التنقل وتجريم المساعدة والإنقاذ والتضامن.

و قد نظمت عدد من المنظمات الحقوقية و مكونات المجتمع المدني، وقفة تضامنية مع المهاجرين والمرحلين والموقوفين وعائلاتهم و أمهات المفقودين، أمام المسرح البلدي بالعاصمة.
و تزداد سياسات الهجرة في أوروبا والمتوسط وتونس توحّشا وانتهاكا لحقوق الإنسان والمهاجرين/ات التونسيون/ات في أوروبا يعانون من سياسات تشريعية جديدة تضيّق عليهم وتحدّ من حقوقهم وتساهم في تصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا ويتعرضون لحملات كراهية من مجموعات سياسية فاشية وعنصرية تحت شعارات محاربة ما تسميه “طوفان الهجرة” و “الدفاع عن الهوية” و”التهديد الديمغرافي”.

يتمّ فرز المهاجرين غير النظامين التونسيين في إيطاليا وفرنسا وألمانيا على الهوية ويتعرضون لانتهاكات عديدة في مراكز الاحتجاز ويطردون جماعيا دون إمكانيات للطعن في قرارات ترحيلهم ويتم ذلك وفق اتفاقيات ثنائية وقعتها حكومات مختلفة فتتشتت عائلات وتقبر أحلام وطموحات.
في تونس ورغم ما ورد في تقرير رد الدولة التونسية على البلاغ المشترك الصادر عن عشر آليات تابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن الواقع مناقض تماما حيث يعيش المهاجرون في تونس واقعا مأساويا وقمعيا مستمرا.
كما يتم الدفع بالمهاجرين نحو غابات الزيتون محرومين من الخدمات الأساسية وتتواصل عمليات الطرد للحدود والتهديد بإنشاء مراكز احتجاز في الصحراء.
و تمّ ايقاف عمليات تسجيل طلبات اللجوء في ما يشبه إنسحابا غير معلن للدولة التونسية من معاهدة جينيف.
رموز و جمعيات حقوقية في وجه “التآمر على أمن الدولة”
وتتعرض منظمات المجتمع المدني لحملات مستمرة من التجريم والوصم و أصبح التضامن مع المهاجرين “تآمرا على أمن الدولة” وتقديم المساعدات “تبييضا للأموال”.
يقبع كل من شريفة الرياحي وسعدية مصباح وعبدالله السعيد ومحمد جوعو وعياض بوسالمي وعبدالرزاق الكريمي ومصطفى الجمالي وسلوى غريسة، في السجن قيد التحقيق في مسارات قضائية يتم تمطيطها لمزيد التشفي ولتغذية السرديات الرسمية.
و يشار إلى أنه، منذ 7 ماي 2024، انطلقت في تونس، حملة إعتقالات تستهدف النشطاء والناشطات المدنيين/ات وسرعان ما زُج بعدد منهم في السجن بتعلة الايقاف التحفظي، لم تكن جريمتهم/ن سوى القيام بأنشطة قانونية وشفافة تجاه المهاجرين والمهاجرات، وغالباً ما كانت بالتنسيق المباشر مع الدولة نفسها.
لطالما كانت تونس أرضاً للقاء والعبور واللجوء. لكنها اليوم تبدو وكأنها فقدت بوصلتها، تحت ضغط أزمات متراكمة منها الجيوسياسية، والاقتصادية، والمناخية والاجتماعية.
و قد طالبت المنظمات، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن النشطاء والناشطات المعتقلين والمعتقلات، كذالك الاعتراف بحقوق المهاجرين والمهاجرات وحمايتها.
و شدّدت أيضا، على الدفاع عن سيادة الشعوب كشرط أساسي لضمان الحرية والكرامة، و العمل المشترك لمواجهة أنظمة الهيمنة والاستغلال، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو سياسية.
من أجل فضاء إفريقي ومتوسطي متضامن ومتحرر
و نبهت المنظمات و الجمعيات الحاضرة، إلى مأزق السياسات الحالية تونس، التي جعلت إيطاليا ومن ورائها أوروبا، تعتبر، أن أزمة الهجرة قابلة للحل من خلال تحويلها إلى صفقة قابلة للبيع للسلطات التونسية، الأموال والمساعدات والغطاء السياسي مقابل الحراسة بالوكالة: قلعة أوروبية تحميها مصيدة تونسية للمهاجرين.

كما ترفض، التطبيع مع موت المهاجرين/ات واختفائهم في البحر وعلى الحدود و في الصحراء وحرمانهم من الحق في الحياة وندعو لكشف مصيرهم وتقديم الحقيقية لعائلاتهم.
و دعت المنظمات، إلى أن “نحترم احترامًا كاملًا كرامة كلّ مهاجر في كل مكان بصرف النظر عن لونه او جنسه او دينه او وضعيته الإدارية، وهذا يعني أن نبني جسورًا لا جدرانًا جذورها من التضامن والتقاسم واحترام حقوق الإنسان”.
و أكدت أيضا، “بمزيد التشبيك والتنسيق مع المنظمات والنقابات والحركات من أجل فضاء إفريقي ومتوسطي متضامن ومتحرر من الاستعمار والاستعمار الجديد والفصل العنصري وإزالة كافة أشكال التفرقة.
المنظمات والجمعيات
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
أصوات نساء
الجمعية التونسية من أجل الحقوق والحريات
منظمة البوصلة
اللجنة من اجل الحرية واحترام حقوق الانسان بتونس
فيدرالية التونسيين للمواطنة في الضفتين
منظمة أنا يقظ
جمعية بيتي
الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية
جمعية نشاز
دمج الجمعية التونسية للعدالة والمساواة
جمعية إفريقية
جمعية كلام
جمعية صحفيي نواة