برنامج “100% ماڨ” يبحث في الحركات النسوية في تونس و مدى أثرها في مناهضة العنف ضد النساء

استضاف معد و مقدم برنامج”100% ماڨ”، محمد علي ڨيزة، يوم السبت 7 ديسمبر 2024، على قناة “MAG TV”، كل من المحامية و الناشطة النسوية منية العابد، الناشطة النسوية عايدة بن شعبان، الناشطة نسوية عن جمعية كلام أسماء صبري، أميمة الهمامي باحثة في علم الاجتماع و عضوة في شبكة New Gen Activists، و حازم شيخاوي باحث في الدراسات الجندرية.
و تطرق الحضور، على مدى جزئي الحصة، إلى الحملة الدّوليّة 16 يوما من النّشاط لمناهضة العنف ضدّ النساء و النقاش بخصوص، أثر القانون عدد 58 لسنة 2017 المتعلق بمناهضة العنف ضد النساء، و تفاقم ظاهرة قتل النساء

.و قبل الغوص في تفاصيل الحصة، قدم ڨيزة، أول فقرة و هي الفقرة المخصصة عادة للرجوع على ابرز الاحداث الاسبوعية ، و خصصها لإحياء مئاوية تاسيس أول منظمة نقابية عربيا و إفريقيا،

و هي جامعة عموم العملة التونسيين و التي أضحت تسمى الكنفدرالية العامة التونسية للشغل. و قد تم بث تقرير مطول من إنتاج قناة “ماغ تي في”، يروي قصة كفاح المناضل محمد علي الحامي و فكرة تأسيسه لأول بذرة نقابية تونسية مناضلة تدافع عن كل العمال
و في الجزء الأول من البرنامج، انطلق الحديث عن حملة 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء، من خلال طرح سيرورة تاريخية معاصرة، فقد أفادت الناشطة بجمعية كلام، أسماء صبري، بأن الجمعية أرادت أن تحيي حملة 16 يوم من النشاط المناهض للعنف ضد النساء، بعرض تاريخ الأخوات ميرابال و اغتيالهن في 25 من نوفمبر 1960، مشيرة إلى أن النساء تحولن لمجرد أرقام و تناسينا حياتهن و تفاصيلها و نحن في الجمعية اشتغلنا عليها.
و كشفت الناشطة النسوية، عايدة بن شعبان، أنه منذ الاستقلال اشتغلت الدولة على المساواة بين الجنسين في الحق في التعليم و أن النساء ساهمن في بناء أسس الدولة الحديثة و لكن للأسف، من المفروض أن نتجاوز موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي.
النساء تحولن لمجرد أرقام و تناسينا حياتهن و تفاصيلها
أسماء صبري
و تحدث كذالك، الباحث في الدراسات الجندرية، حازم الشيخاوي، عن أن السياسات القانونية لايمكنها تغيير الشعوب. و أن الحركات النسوية في العالم تمارس أدوات العمل السياسي و لا تمارس السياسة. و نحن نطالب بالمساواة و بالوجود و بالاعتراف بالجميع.

و تحدث محمد علي ڨيزة، بدوره عن ضرورة التقييم الموضوعي لتفشي ظاهرة قتل النساء، و عدم حصر الأسباب في الضعف القانوني.
و في ردها قالت منية العابد، هناك ثقافة حقوق الإنسان و ثقافة العبودية و نحن أين نتجه و أين تسير مراكبنا، و من الضروري أن ينبذ المجتمع بكل فئاته العنف لارتكازه على التمييز و العلاقات غير المتوازنة بين الجنسين.
الحركات النسوية في العالم تمارس أدوات العمل السياسي و لا تمارس السياسة.
حازم الشيخاوي
أما الباحثة في علم الاجتماع و الناشطة في شبكة New Gen Activists، أميمة الهمامي، صرحت بأن النساء متعددات، فالأصح أن نقول العنف المسلط ضدّ النساء و ليس على المرأة أو أن نقول العنف المبني على النوع الاجتماعي.
و من جهتها، أكدت الناشطة النسوية، عايدة بن شعبان، ضرورة العمل على إدراج حقوق النساء و الطفل في مناهج التعليم العمومي، من أجل تربية الناشئة و توعيتها بهذه الحقوق.
و أضاف حازم، إلى أنه يجب إدماج كل المجموعات الهشة و الفئات المعرضة للعنف لتطبيق مفهوم المساواة و يجب ألا يقتصر الأمر على مجرّد الاعتراف، مشدّدا على ضرورة العمل على توحيد الحركات النسوية و الكويرية و الانطلاق من العمل الداخلي التونسي.

في فقرة “MAGBOOK”، التي تعدها و تقدمها الزميلة ريم علوان، تم الحديث عن كتاب “نحبك بحرية” بحضور صاحبته، فاتن التوهاميٍ، و قالت ريم، إن هذا العمل، “كتاب حميمي تخاطب فيه الكاتبة إمرأة تمل لها الأمان و الملجأ أسمتها بحرية”.
ضرورة العمل على إدراج حقوق النساء و الطفل في مناهج التعليم العمومي، من أجل تربية الناشئة و توعيتها بهذه الحقوق.
عايدة بن شعبان

و تابعت ريم علوان، أن الكاتبة سافرت بنا بين محطات من حياتها، محطات فاصلة في تكوين شخصيتها بكثير من العفوية و الاسترسال لدرجة الاعتراف أحيانا.
و أما الجزء الثاني من الحصة، فقد انطلق بالغوص في النقاش بخصوص، أثر القانون عدد 58 لسنة 2017 المتعلق بمناهضة العنف ضد النساء، و تفاقم ظاهرة قتل النساء، و قد أكدت الأستاذة منية العابد، أن الحقوق الشكلية لا تهم لأنها موجودة و إنما ضرورة الوعي بالعنف بمختلف أشكاله، كظاهرة اجتماعية خطيرة .
كما شدّدت على، أنه اليوم في تونس بفضل جهود الحركة النسوية، أصبحنا نتحدث عن النساء و ليس المرأة كمصطلح، و أصبحنا نتحدث عن عنف سياسي يمارس ضد النساء، و أصبحنا نتحدث أيضا عن عبارة ضحية.

أما عضوة جمعية كلام، أسماء صبري، أوضحت بأن العنف المسلط ضد النساء، و خاصّة المتزوجات جعل من الضروري الحديث عن مصطلح تقتيل النساء و ليس عبارة قتل.
اليوم في تونس بفضل جهود الحركة النسوية، أصبحنا نتحدث عن عنف سياسي يمارس ضد النساء، و أصبحنا نتحدث أيضا عن عبارة ضحية.
منية العابد
و قبل مواصلة الجزء الثاني من برنامج “100% ماڨ”، قدم محمد علي ڨيزة، فقرة “ECONEWS”، مع المستشار الاقتصادي للبرنامج، أحمد بن يوسف، أين تم الحديث عن تطبيق القانون الجديد للشيك دون رصيد والذي صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية تحت عدد 41 لسنة 2024 مؤرخ في 2 أوت 2024 ويتعلق بتنقيح بعض أحكام المجلة التجارية وإتمامها او ما يعرف بـ”قانون الشيك دون رصيد”.

و في مواصلة الحديث عن ظاهرة قتل النساء، اعتبرت أسماء صبري، أن القانون 58 نؤمن بثوريته، كما نؤمن بنقائصه خاصة في تنصيص العنف الرقمي و خاصة في تخصيص جريمة قتل النساء، مؤكدة أن دور الدولة غائب في عدة مقاربات كنقص مراكز الإنصات و مراكز الإيواء و تدريب أعوان الوحدات المختصة لمكافحة العنف ضد النساء.

و اعتبرت الناشطة في شبكة New Gen Activists، أن ظاهرة قتل النساء منتشرة في كل جهات البلاد و ليست خاصة بشريحة اجتماعية أو اقتصادية معيّنة،مشدّدة على ضرورة الدولة نتحمل مسؤوليتها في ضمان حق الحياة للنساء.
